صور
بعضُنا نحنُ البشر أصبح صور …أصدقاؤنا صور ، لحظاتنا صور ،طعامنا ، انجازاتنا ،جلسات أصحابنا…. كلهم صور .
لستُ أدري حتى الآن ما اللّذة في بقاء الصور حين تضيع اللحظة دون مُتعتها …
أنستحضر من الصورة فيما بعد متعة لم نتذوقها حينها ؟ ربما .
و ربما بعضنا يفعل ذلك لأنَّ قلبهُ يصرُخ للآخرين دون أن يدري :
” انظرونا نحن نضحك ،نحن عندنا اصحاب ، نحن طعامنا لذيذ ، نحن ننجز ”
وكأنه يخفي وراء كلّ صورة ألما لا يراه المارة .
أعود لاسأل نفسي …. ما الممتع ؟!!!
حين يصبح طعم العصير الطازج صورة , وضحكة الزيارة صورة , و الاطلالة الجميلة صورة , و جَمعَة الأصحاب صورة …
و نفشل في الاستمتاع بما نتذوق , أو بسماع صوت النار الموسيقي في مدفأة دمشقية … أو سماع قلب الأصحاب في جلستهم الحميمية .
وما الممتع حين تتحول الصورة لصراخ لانجازاتنا ؟.
قد لا نلاحظ مانفعله احيانا… ربما .
وبأمانة قد تعلمتُ أنّهُ :
جميل جداً أن يكون لذكرياتنا الممتعة صورة كلما رأيناها امتلأنا بالكثير من المشاعر الدافئة و الحقيقية التي عشناها فعلا حينها ..
لكن أن نفقد متعة اللحظة و من ثم نستحضرها في صورة خادعين أنفسنا.
فهذه اعمق خسارة .
في رأيي.
(ليال يوسف)