لن تمنعني عنه أي قوة
كانت البوابة ضخمة جدا ، عالية ، جميلة ، مزخرفة ومزركشة ايضاً.
والحرس والخدم منتشرين في كل مكان بعناية وترتيب .
المستشار , والوزير, و القاضي جميعهم يقفون خارجا منتظرين أمره بالدخول وهم يرتجفون .
أمّا أنا فقد كنتُ أركضُ مسرعاً في الباحة الخارجية متجهاً نحو تلك البوابة الضخمة .
(ربما رأيتها ضخمة بسبب صغر حجمي . ربما , لستُ أدري ).
أركض و أركض حتى جاءني صوتٌ مخيفٌ من رجل عبوس ضخم : “لاينفع أن تدخل هكذا . لاااا ينفع أن تدخل هكذا”.
صمتُّ قليلاً أنا الطفلُ الصغيرُ وكأنّ الخوف قد دبَّ في قلبي بسبب هذا الصوت الأجش .
و تمادى الحارس بأن يُمسك بي و يطرحني بعنف بعيداً عن البوابة .
(كل هذا مر بلحظات قصيرة لكنّهُ أثار ازعاجي جدا ).
ثم أكمل العبوس كلامهُ لي:
” اذهب غير ملابسك ، تعطر ، وأخبر الحرس أنك تود رؤيته ليخبروه .”
صوت هذا الضخم وهو يمنعني من الدخول , ويد الحارس التي أمسكتني جعلاني أغضب وأنظر اليهما نظرة حادة لا مبالية .
استجمعت قواي وقمت من الارض وتحركت راكضا مسرعا وبكلتا يدَيّ الصغيرتين دفعت الباب الضخم ودخلت . نعم دفعت الباب ودخلت .
فرأيته جالسا على العرش ، جميلا كعادته , راق ، وهادىء .
و أول ما تلاقت عيناي بعينيه ابتسم فاردا ذراعيه
فركضتُ و ركضتُ نحوهُ لأغُطَّ في حضنه الأبوي , و أسمع صوته وهو يضحك تارة ,ويحملني تارة اخرى .
يحضنني تارة , و يحادثني تارة اخرى .
نعم . لن تمنعني اي قوة عن رؤيته .
و في اي لحظة أريد ان أحادثه فيها سأركض نحوه دون أن يمنعني عنه أحد لأني خاصته وهو أبي الملك
نعم هو أبي . أبي .