في عمق البحر
في عمق البحر .. حيث لصمته صوتٌ لا يفهمهُ الا عشاقه
لأنّه يبدو لك صامت لكنه متكلم في كثير من الأحيان .
كنتُ منهمكة جداً لأني لم أكُن أسمع الا صوت ضجيح أفكاري وتخبطاتها .
كثيرٌ من التساؤلات و جملٌ فيها بعضا من العتب مع شيء من الغضب ….. وكلام ومواقف , وكلام ومواقف ….
اخترقني صوته هذه المرة وقال لي : ” اترك قاربك “
فضحكتُ
– كررَها : ” اترك هذا الخشب “
من الصعب عليَّ بعد ان اجتزتُ كل هذه المسافة أن أترك قاربي ..هههه وبماذا أعود للشط ؟!
– اترك قاربك
قاربي الخشبي الصغير … بما يهمك؟! , أو يزعجك ؟! .
– اتركه يرحل
و تتركني أغرق !!!!!!!
أدمعت عيناهُ عند اجابتي هذه , ولم يعد يكرر طلبه بعدها .
و للحظة تراءى قدامي
بطرس .. حين أمسكهُ وهو يغرق
وموسى عندما شق له البحر ليعبر
و لعازر , و نازفة الدم , و طابيثا , و بولس وسيلا , و و و …الخ.
مشاهد كثيرة في ومضات سريعة .
وترددت في مسامعي جملتهُ المعتادة بذات قوتها و لطفها :
” أنا معك . أنا معك “.
و من يومها وأنا أحاول في عمق البحر ترك قاربي يرحل بدوني … قارب خشبي ان شاء البحر ابتلعهُ لستُ أدري لما أثق به اكثر منهُ !!!!
نعم حان وقتي لأتعلَّم العمق فيه دون قاربي .
(ليال يوسف)