دعني أغني

دعني أغني

حتى الآن  يعلمُ بعضنا لكنَّهُ لا يُدركُ  مقدارَ الاختلاف  بين البشر .
فليسَ من الضروري أن أستمتعَ مثلكَ بهذا الطعام أو آكلهُ ببطىءٍ, وتروّي كما تفعل .
وليس من الضروري أن يُطربَكَ الشعرُ أو تُؤثر فيكَ معاني الكلمات كما يحصل معي .
ليس من الضروري أن أصرفَ يومي كلهُ أو مُعظمَ وقتي فيما تعتبرهُ أنتَ ثميناً , أو حُلماً ,أو طاعة ,أو قضية أو أو أو … ..  الخ
فلربما أراكَ مهوساً, و ربما تراني متقاعساً .
وهنا يظهرُ عدم ادراكنا للاختلاف
فما يستهويني قد لا يستهويك … و ما تعتبرهُ أنتَ قضيةً قد أعتبرهُ أنا ضياع وقت ،والعكسُ تماماً .
هذا لأنّهُ لي آرائي , قضيتي , أفكاري , مبادئي , و ما يستهويني .
و أنتَ لكَ آراءكَ , و قضيتكَ  , وأفكاركَ, ومبادئكَ , و مايستهويك.
فمن فضلك دعني أفعل ما عليَّ ِفعلهُ , وأتمتع بما أحبُّهُ . و أتذوق ما أشتهي
دونَ أن تُعيقني أو أعيقك بالتقييمات .

فدعني أغني .. أغني أنشودتي الّتي أحبُّها في الحيّاة  .
و تذكر أنّهُ قد صنعني أبي السّماوي القدير متميزاً عنكَ , وأبدعَ في ذلك ,
وصنعكَ متميزاً عني , وأبدعَ أيضاً في ذلك .